كأس العرب.. شركاء عالميون تحت أنظار «فيفا»

كأس بطولة العرب 2025
الرياض - ضيف الله المرشدي DhaifallahMa@ 2025.12.10 | 03:19 pm

تكتسب بطولة كأس العرب بنسخيتها الماضية والجارية خصوصية كونها تنظم تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» المباشر، مما يجعلها أقرب في بنيتها القانونية والتنظيمية إلى البطولات التي تنطوي وراء منافسات الاتحاد الدولي.
هذا الإشراف ينعكس على جميع تفاصيل البطولة بدءًا من الحوكمة واللوائح الفنية ووصولًا إلى الحقوق التجارية والبث والرعايات.
وبخلاف النسخ السابقة التي كانت تنظم تحت مظلة اتحاد عربي إقليمي بمرونة أكبر، أصبحت البطولة منذ النسخة الماضية تحت مظلة الاتحاد الدولي وتعمل ضمن نظام «فيفا» المركزي الذي يفرض قواعد دقيقة على استخدام العلامات التجارية، تنظيم الإعلانات داخل الملاعب، وإدارة الحقوق التجارية بطريقة موحدة، وهو ما يرفع مستوى الاحتراف
تنظيم «فيفا» للبطولة يعني تطبيق لوائح اللعب المعتمدة لدى مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم « IFAB» بكامل تفاصيلها، إلى جانب معايير التحكيم وتقنيات الحكم الفيديو المساعد «VAR» وسياسات الانضباط ومكافحة المنشطات، إضافةً إلى اشتراطات دقيقة تخص تسجيل اللاعبين، إجراءات الاستئناف والانضباط، وتطبيق العقوبات التراكمية.
وتبرز أهمية الاعتراف بالبطولة من «فيفا» في قرار احتساب مبارياتها ضمن نقاط تصنيف الدولي، وهو ما يعزز جديتها ويجعل المنتخبات تتعامل معها ضمن خطة فنية محسوبة، خاصة أن احتساب النقاط يجري حتى خارج أيام الفيفا الرسمية، كما جرى تعديل قواعد كسر التعادل ليصبح معيار المواجهات المباشرة هو الأساس قبل اللجوء لفارق الأهداف العام وهو تغيير ينسجم مع توجهات حديثة في عدد من المسابقات القارية ويؤثر مباشرة في استراتيجيات اللعب خلال دور المجموعات.
أما على المستوى التجاري، فإشراف «فيفا» يخلق بيئة مختلفة فالحقوق التسويقية أصبحت مركزية ويدار جزء كبير منها من خلال اتفاقات مع شركاء عالميين، مثل شركات كبرى من فئة شركاء فيفا الدائمين مثل «أرامكو، أديداس، وقطر إيرويز، كوكاكولا، فيزا، هيونداي-كيا، ولينوفو» ما يفرض قيودًا على الشركات المحلية التي ترغب في دخول المشهد، إذ تخضع أي رعاية جديدة لشروط دقيقة تضمن عدم تعارضها مع حقوق الشركات العالمية الحصرية.
وفي حالة كأس العرب 2025 تظهر شركات مثل قطر إيرويز بوضوح ضمن الرعاة الرسميين، بحكم كونها شريكًا عالميًا لفيفا من جهة، وراعيًا رئيسيًا للبطولة وحزم السفر من جهة أخرى، مما يجعلها مثالًا واضحًا على التداخل بين رعاة فيفا العالميين ورعاة البطولة الإقليميين.
ويتقاطع ذلك أيضًا مع إدارة البث وحقوق النقل، فبدلاً من النهج الإقليمي السابق، باتت حقوق البث تخضع للآليات المركزية لفيفا التي تحدد مناطق الحقوق وطبيعة توزيع اللقطات وحق إعادة بث الملخصات، أما التذاكر وبرامج الضيافة، فتدار أيضًا وفق أنظمة فيفا الموحدة التي تفرض نموذجًا ثابتًا لعمليات البيع الإلكتروني، مراقبة الامتثال، واستخدام العلامات التجارية داخل مناطق الجماهير.
وتبرز إحدى نقاط التحول الكبيرة في حجم الجوائز المالية، إذ شهدت نسخة 2025 ارتفاعًا غير مسبوق في إجمالي الجوائز ليبلغ أكثر من 36.5 مليون دولار، وهو رقم يعكس رغبة «فيفا» والجهات المنظمة في رفع القيمة الاقتصادية والتنافسية للبطولة بشكل يقارب بعض البطولات الكبرى.
وتنطلق الخميس منافسات الدور ربع النهائي من البطولة التي تحتضنها قطر بمواجهتي المغرب وسوريا، والسعودية وفلسطين، ثم مواجهتي الأردن والعراق والجزائر والإمارات الجمعة.